إن في قصص القرآن عبر جليلة لمن يعتبر
وهنا سنقف مع قصة السحرة الذين كانوا من قوم فرعون
قد نمر على الآيات مرور الكرام لكن هل استشعرنا ماذا كانت العبرة من هذه القصة التي تكررت في القرآن أكثر من مرة ؟؟
في قصة سحرة فرعون سر عجيب و عبرة عظيمة
ألا و هي أن القلوب بين يدي الله تعالى يقلبها كيف يشاء
سبحان الله لو تأملنا لوجدنا أن السحرة قبل إيمانهم كانوا يعدون العدة لمحاربة موسى عليه السلام
حتى إنهم أقسموا في بداية المعركة بعزة فرعون
إنهم كانوا في غاية الكفرو الضلال
قال تعالى
(فألقوا حبالهم و عصيهم و قالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون)
لكن سبحان مقلب القلوب
لما رأوا كيف نصر الله موسى عليه السلام
بعصاه التي تحولت الى حية تسعى تلقف ما صنعوا من سحر عظيم
إنه نصر الله إنها قدرة الله جل وعلا
حينها انقلبت قلوبهم و تحولت من منتهى الكفر و الضلال الى منتهى اليقين و الايمان
نعم إنهم آمنوا مع ما كانوا عليهم من كفر
قال تعالى
(فألقي السحرة ساجدين /قالو آمنا برب العالمين/ رب موسى و هارون)
لقد آمنوا بعد أن كانوا من المحاربين لله و لرسوله
بل لقد آمنوا و حسن إيمانهم فثبتوا أمام تهديد فرعون
كما في الاية
(قال ءامنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون/ لأقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف و لأصلبنكم أجمعين)
تهديد شديد من الصعب أن يصبر عليه شخص حديث الإيمان
لكن الله عز وجل مقلب القلوب ثبت قلوبهم على الايمان و الطاعة في تلك اللحظة العصيبة
فكيف كانت ردة فعلهم ؟
في الاية
(قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون/ إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين)
ردة فعل قوية مليئة بالقوة الثبات و اليقين في الله عز وجل
فسبحان الله مقلب القلوب
ففي هذه القصة عبرة فهل من معتبر ؟
فيا أيها الضال لا تقنط من رحمة الله وتب و عد إن رحمة الله و اسعة و إنه لأرحم بك من أمك
ويا من دمعت عينيه لرؤية قريبه في منتهى الضلال
لا تيأس و جفف دمع عينك
وتضرع الى الله إنه هو الهادي
ولا تنسوا أبدا الدعاء الذي علمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم